في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت منصتا تيك توك وميتا عن خطط لإيقاف استخدام الفلاتر التجميلية، مثل فلتر Bold Glamour الشهير على تيك توك، بدءًا من بداية عام 2025. القرار سيشمل المراهقين دون سن 18 عامًا على تيك توك، بينما ستطبق ميتا القرار على جميع المستخدمين بغض النظر عن العمر. هذه الخطوة تأتي في إطار مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى حماية الفئة العمرية الصغيرة من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على صحتهم النفسية.
لماذا قررت تيك توك وميتا إيقاف الفلاتر التجميلية؟
الفلاتر التجميلية، التي تمنح المستخدمين إمكانية تغيير ملامحهم بشكل دراماتيكي، قد أصبحت جزءًا أساسيًا من التجربة الرقمية على منصات مثل تيك توك وإنستجرام. لكن الدراسات أظهرت أن هذه الفلاتر تؤثر بشكل سلبي على الثقة بالنفس لدى المراهقين، حيث يمكن أن تدفعهم إلى مقارنة أنفسهم بمعايير جمال غير واقعية، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية، مثل تدني احترام الذات والاكتئاب.
تأثير الفلاتر التجميلية على الصحة النفسية للمراهقين
الفلاتر التجميلية في العالم الرقمي أصبحت سيفًا ذا حدين. من جهة، تقدم هذه الفلاتر للمستخدمين فرصة للتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي. من جهة أخرى، فقد تم ربط استخدامها بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين المراهقين. في ظل التعديلات التي تحدثها هذه الفلاتر على الوجه والجسم، قد يشعر البعض بعدم الرضا عن مظهرهم الطبيعي، مما ينعكس على حياتهم الواقعية.
مؤخراً، شهدنا زيادة ملحوظة في العمليات التجميلية بين المراهقين، وهي ظاهرة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باستخدام الفلاتر. وهذه الأسباب وراء قرار تيك توك وميتا في فرض هذه القيود.
هل هناك فوائد أخرى وراء القرار؟
من خلال هذا القرار، تهدف منصات مثل تيك توك وميتا إلى الحد من تأثيرات الفلاتر على مظهر الشباب، لكن هناك بُعدًا آخر يتضمن حماية هذه الشركات من القضايا القانونية. على الرغم من أن القرار يبدو كما لو أنه لحماية المراهقين، إلا أن هذه الشركات ربما تكون أيضًا في محاولة لتجنب الغرامات القانونية التي قد تترتب على عدم اتخاذها خطوات لحماية الأطفال.
منصة تيك توك، على سبيل المثال، تواجه انتقادات متزايدة من قبل الأهل والمجتمع بسبب تأثيرات هذه الفلاتر على الصحة النفسية لأطفالهم. في بعض الدول، مثل الدول الأوروبية، تم فرض قوانين صارمة بشأن حماية الأطفال على الإنترنت، وهو ما قد يُجبر الشركات الكبرى مثل تيك توك وميتا على اتخاذ مثل هذه الإجراءات الوقائية لتجنب العقوبات.
تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
من جانب آخر، سيكون هناك استخدام أكبر لتقنيات الذكاء الاصطناعي في هذه المنصات للحد من الاستغلال. بداية من العام الجديد، ستقوم كل من تيك توك وميتا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الخاصة بالمراهقين على منصاتهم، وذلك لاكتشاف الأعمار الحقيقية للمستخدمين. هذه الخطوة تهدف إلى منع الأطفال من تقديم معلومات كاذبة حول أعمارهم لكي يتمكنوا من الوصول إلى محتوى غير مناسب أو التفاعل مع غرباء.
هل سيساهم ذلك في الحد من خطر التفاعلات مع الغرباء؟ الجواب المرجح هو نعم، إذ أن هذا التعديل سيساعد في ضمان أن المراهقين يظلوا محميين ضمن بيئة أكثر أمانًا بعيدًا عن المحتوى غير المناسب أو التفاعلات التي قد تكون ضارة.
الخطوات القادمة: هل هي كافية؟
إيقاف الفلاتر التجميلية وفرض القيود على التفاعل مع الغرباء هو خطوة جيدة من أجل حماية المراهقين، لكنها قد لا تكون كافية. فالحقيقة أن التأثيرات النفسية للتكنولوجيا تستدعي حلولًا أكثر شمولًا. من الضروري أن تتواصل هذه الشركات مع الخبراء النفسيين وتعمل على تطوير أدوات جديدة لتشجيع المراهقين على قبول أنفسهم كما هم، بعيدًا عن معايير الجمال الزائفة.
دعوة للتفكير والتفاعل
هل تتفق مع قرار تيك توك وميتا بإيقاف الفلاتر التجميلية؟ أم تعتقد أن هذا القرار قد يضر بمحرِّك الإبداع على هذه المنصات؟ شاركنا آرائك في التعليقات أدناه!